ناصر بن سلطان العموري
طرحتُ مقالًا سابقًا في يناير الماضي، بعنوان "كيف نرتقي بالرياضة؟ كرة القدم أنموذجًا"، وجاء تحديدًا عقب خسارة المنتخب الوطني في المباراة النهائية لكأس الخليج السادسة والعشرين أمام شقيقه البحريني، والتي أقيمت في دولة الكويت الجميلة، وطرحت خلال المقال عددًا من المقترحات التي رأيت من وجهة نظري أنها قد تسهم بشكل وبآخر في رقي كرة القدم العُمانية.
وبعدها بعشرة أشهر من كتابة المقال ومنذ عدة أيام جاءت الخسارة الأكثر فداحة في تاريخ الكرة العُمانية وهي الإخفاق في التأهل المباشر لكأس العالم، بعد الخسارة أمام الشقيق الإماراتي الخسارة واردة في عالم كرة القدم، ولكن فرصة التأهل لكأس العالم قد لا تأتي مرة أخرى.
ولكن دعونا- أعزائي القراء- أن ننظر للوجه الآخر للخسارة، فإذا نظرنا بعين العقل والمنطق بعيدا عن التكتيك الرياضي والخطط وتحليل أحداث سير المباراة، هل نحن بالفعل نستحق التأهل للبطولة الرياضية الأهم في العالم؟! فالحماس والعزيمة والقتالية مطلوبة، لكن ليست هي كل شيء؛ فهناك دول أعدت العدة؛ لذلك منذ سنين طوال وأصبحت كرة القدم لديها صناعة قائمة بحد ذاتها على جميع الأصعدة من ناحية البنية الرياضية التحتية فيما يتعلق بالمنشآت الرياضية التي تسهم في رقي الرياضة وتوفر الدعم الحكومي اللامحدود وشراكة القطاع الخاص بشكل كبير، أضف إلى ذلك تطوير منظومة الإعلام الرياضي لترتقي الى ما تم إنجازه وتطوير المنافسات المحلية لديهم لتصل لمستوى الاحترافية؛ مما جذب جماهير كبيرة مساندة، وبعد كل هذا استقطاب عدد من المحترفين ذوي المستوى العالي؛ مما اسهم في زيادة التشويق والمتعة الكروية؛ بل والتسويق الرياضي وتسليط الأضواء على البلد بشكل عام وعلى الرياضة بشكل خاص.
فماذا أعددنا نحن في سلطنة عُمان؟
أعتقد أنه ينقصنا الكثير والكثير للوصول لمثل هذا المستوى، والاولى هنا ان نصلح البيت من الداخل أولا قبل كل شيء وأن تكون هناك خطة لصناعة رياضة عُمانية على أعلي مستوي ابتداءً من إعطائها الأولويات فيما يتعلق بالدعم الحكومي ومشاركة القطاع الخاص كجزء أصيل من المنظومة مشاركة فعّالة مرورًا الى تطوير وتحسين البنية الرياضية المتهالكة لدينا، ولا يتأتى ذلك إلّا بدعم الأندية وبما سوف يعكسه ذلك على إفراز اللاعبين الموهوبين والتي لا تخلوا منهم السلطنة والجزء الأهم هو تأهيل الخامات الرياضية لدينا والاستفادة لما وصلت إليه دول الجوار من رقي في صناعة الرياضة لكي نبدأ من حيث انتهى الآخرون.
باختصارٍ.. لا نجامل أنفسنا الواقع يقول إننا سنظل بعيدين عن حلم التأهل لكأس العالم، ما دام واقع الرياضة لدينا مثلما هو عليه الآن، فنحن نفتقد لصناعة حقيقية للرياضة تقودنا للمحافل العالمية بكل امتياز.